قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن على سورية ان تنأى بنفسها عن إيران وتقطع العلاقات مع حزب الله اللبناني وحركة حماس إذا أرادت التوصل إلى سلام مع إسرائيل.
جاء ذلك بعد بعد يوم واحد من تأكيد سورية وإسرائيل انهما أجريتا مفاوضات غير مباشرة في إسطنبول تحت رعاية تركية.
وأضافت ليفني في تصريحات للصحفيين "إسرائيل تريد العيش بسلام مع جيرانها ولكن سورية تحتاج إلى إدراك ضرورة أن تتخلى تماما عن دعم الإرهاب وحزب الله وحماس، وبالطبع تغيير مسار علاقاتها مع إيران".
جاءت تصريحات ليفني خلال مؤتمر صحفي مع كوشنير
|
وتتطابق تصريحات ليفني مع الموقف الامريكي الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التي ابدت ترحيبا حذرا بهذه المفاوضات.
لكن رايس دعت دمشق الى وقف دعمها للمنظمات "الارهابية"، حسب قولها، والابتعاد عن ايران.
من جانبه رفض وزير الاعلام السوري محسن بلال الشروط التي وضعتها ليفني لتحقيق السلام مع سورية بقوله "ان تحقيق السلام ليس بحاجة الى شروط مسبقة، وان سورية تطالب بإستعادة حقوقها مضيفا ان اعادة الجولان الى سورية ليس تنازلا مؤلما من جانب اسرائيل".
"تنازلات مؤلمة" وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت أعلن الاربعاء أن تحقيق السلام مع سورية قد يتطلب "تنازلات مؤلمة" دون ان يوضح ماهية هذه التنازلات.
وقال اولمرت في مؤتمر صحفي عقده في القدس ان "المفاوضات افضل من اطلاق النار دائما" مضيفا ان المفاوضات بين البلدين لن تكون سهلة لكنه اشار الى ان القادة الاسرائيليين السابقين اعربوا عن استعدادهم لتقديم تنازلات للوصول الى اتفاق سلام مع سورية.
وقالت أميرة أورون المتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية لبي بي سي العربية إن معنى التفاوض هو أن يقدم الجانبان تنازلات، وإن على سورية أن تدرك ذلك.
وقالت إن السلام شئ مهم جدا بالنسبة لاسرائيل لكنه مرتبط أيضا بالأمن موضحة أن الجانب الإسرائيلي سيطرح عدة قضايا أمنية على طاولة الحوار.
كما اكد وزير الدفاع الاسرائيلي وزعيم حزب العمل ايهود باراك والذي قاد اخر جولة مفاوضات مع سورية عام 2000 ان تحقيق السلام بين البلدين يتطلب تنازلات مؤلمة من كلا الطرفين.
تتميز مرتفعات الجولان بوفرة المياه العذبة
|
محادثات إسطنبول من جهته أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان أن المفاوضات غير المباشرة ستستمر بشكل دوري.
وقال في مؤتمر صحفي بأنقرة الخميس إن محادثات إسطنبول التي جرت هذا الأسبوع خلقت إحساسا بالرضا لدى الجانبين لأنها خلقت أرضية مشتركة.
وأضاف باباجان أن إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين السوري والإسرائيلي يعتمد على تحقيق تقدم ملموس في الاتصالات الحالية.
وقال الوزير إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق نجاح، واكد أيضا أنه لن يتم الكشف عن فحوى المحادثات بناء على رغبة المسؤولين السوريين والإسرائيليين.
وعلمت بي بي سي أن تركيا اجرت مفاوضات مكثفة مع الجانبين بهدف تحويل المفاوضات الغير مباشرة إلى ثلاثية سورية إسرائيلية تركية تمهيدا لاسئتناف المفاوضات الثنائية المباشرة بين سورية وإسرائيل على مستوى أعلى.
ويرى العديد من المراقبين ان تحقيق السلام بين اسرائيل وسورية امر مستبعد قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي بوش التي تتخذ موقفا عدائيا من سورية بسبب علاقاتها القوية مع ايران ودعمها لحزب الله اللبناني وحركة حماس.