الاسد:شمال لبنان بات قاعده للتطرف تشكل خطرا على سوريه

وشهد شمال لبنان يوم أمس الاثنين انفجار سيارة مفخخة استهدف حافلة للجيش اللبناني وأدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح العشرات.

ونقل كرم عن الأسد تعازيه لضحايا تفجير السيارة المفخخة في دمشق السبت الماضي والذي أدى إلى مقتل 17 شخصا وجرح 14 آخرين, وأعلنت سورية أن التفجير تم بواسطة انتحاري له ارتباطات مع جماعة تكفيرية.

وقال الاسد "حذرت دائماً من الإرهاب، وأكدت على مدى السنوات الماضية، ان السياسات الخاطئة حيال منطقتنا هي التي تخلق التربة الخصبة للإرهاب، لكن هذا لن يثنينا عن متابعة سياساتنا الداخلية والخارجية لمقاومة الاحتلال والعنف والإرهاب، كما يؤكد لنا مرة جديدة ضرورة تضامن جميع الجهود لمكافحة آفة الإرهاب وتحقيق العيش الآمن للجميع".

وحول زيارة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إلى سورية نقل كرم عن الاسد أن "الزيارة فتحت صفحة جديدة مع لبنان الذي لا أعتبر المشاكل معه صفحة سوداء بل غيمة صيف عبرت".

وأشار الأسد إلى أن "العلاقة مع القوى اللبنانية لا تعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان", معتبرا أن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين "بالنسبة إلينا لا يعني اعترافاً باستقلال لبنان، فنحن نعترف دائما باستقلاله".

وكان سليمان زار دمشق في شهر آب الماضي حيث تم الاتفاق على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وحل مختلف القضايا العالقة الأخرى بين سورية ولبنان.

وقال الأسد إن سورية " ستستمر في استقبال كل من يريد أن يزورها", مشيرا إلى أن موضوع قيامه بزيارة إلى لبنان ليس مرتبطا بموضوع السفارات".

وأعرب عن استعداد سورية " لدعم لبنان بالشكل الذي يريده اللبنانيون", لافتا إلى أن "نوعاً من التكامل كان بدأ يظهر بين السوقين اللبناني والسوري".

وحول المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري, نقل نقيب المحررين اللبنانيين عن الأسد أن هذه المحكمة " موضوع لبناني ودولي"، مضيفا أن "كشف جريمة اغتيال الرئيس الحريري يخدم سورية بشكل مباشر".

وتنفي دمشق بشكل متكرر اتهامات بالتورط في اغتيال الحريري في شباط عام 2005, كما تعتبر أن المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها في هذه القضية لا تخص سورية.

وفي قضية المفقودين اللبنانيين قال الاسد ,حسب كرم, " يريدون تحميل سورية مسؤولية المفقودين اللبنانيين", مشيرا إلى أن "لجنة مشتركة ستعلن النتائج" الخاصة بقضية المفقودين.

وكان البلدان شكلا لجنة مشتركة للبحث في قضية المفقودين اللبنانيين في سورية والمفقودين السوريين في لبنان, حيث قدمت سورية قوائم بأسماء اللبنانيين المسجونين في سورية.

وفي سياق متصل, قال الأسد "لا يمكن أن نتوقع تحسن العلاقات بين سورية ولبنان إذا كانت هذه العلاقات يجب أن تمر عبر دولة أخرى".

وأشار إلى أن "مصالحة المملكة العربية السعودية ضرورية ولا مصلحة في الجفاء معها".

وشهدت العلاقات السورية السعودية توترا في العامين الأخيرين بدأ باختلاف البلدين حول الموقف من الحرب بين حزب الله وإسرائيل, حيث نحت السعودية باللائمة على حزب الله, وبدا هذا التوتر مؤخرا في تجنب السعودية إدانة التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق بخلاف عدد كبير من الدول العربية والأجنبية.

وحول العلاقات السورية الإيرانية قال الأسد إن "علاقتنا مع إيران لن تكون على حساب الدول العربية وهي تساعد استقرار المنطقة". وأضاف أن "العلاقات السورية - الإيرانية لن تتأثر إذا توصلنا إلى اتفاق مع إسرائيل".

وتجري سورية محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية تمهيدا للانتقال إلى مفاوضات مباشرة عند التوصل إلى أرضية مشتركة, إلا أن الأسد قال إن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل "لم تصل بعد إلى شيء".

وتم إرجاء الجولة الخامسة من هذه المفاوضات بناء على طلب إسرائيل التي تشهد مرحلة من عدم الاستقرار السياسي بعد استقالة رئيس وزرائها أيهود أولمرت.

وحول الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الخاصة بسعي سورية إلى التسلح قال الأسد إن " الضغوط الأميركية - الإسرائيلية على سورية لم تتوقف أبداً ونحن لن نتوقف عن تطوير قواتنا المسلحة".

وكانت الأنباء عن موافقة روسيا على تزويد سورية بأسلحة متطورة أثارت ردود فعل رافضة من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين دعتا روسيا إلى عدم إتمام هذه الصفقة.

وفي الشأن الداخلي نقل نقيب المحررين اللبنانيين عن الاسد أن " سورية قامت أخيراً بإجراءات كثيرة وكبيرة لمكافحة الفساد حققت نجاحاتها في هذا المجال وان الخصخصة في سورية غير مطروحة الآن".